وحدد خالد كتب الكتاب، وقالي إن كل أهله هيحضروا وإنه حكالهم عني، وقالهم إني أجمل بنت شافها في حياته..
يوم كتب الكتاب كان هيبقى هو يوم دخلتنا.. وقررنا منعملش فرح..
كنت بفكر أعزم شادية ومرزوق، لكن رجعت قلت لا هما اللي اتخلوا عني ورموني زي ما أهلي رموني زمان.. وكان جه الوقت اللي أرمي فيه أنا كمان .. كل الماضي القاسى ورايا وأبدأ حياة جديدة مع خالد..
الكوافير جالي لحد البيت، والفستان وكل اللي احتاجته..
وخرجت مع خالد في عربيته ورحت معاه القاعة عشان نكتب كتابنا..
وهناك شفت صدمة عمري..
أول لما وصلت القاعة شفت صدمة عمرى وبقيت مكدبة عينى .. معقولة اللى انا شايفة ده حقيقة ؟؟ أبويا وإخواتي البنات وأمي .. وخالد بدأ يعرفني عليهم ويقولي اعرفك بعيلتى المتواضعة ابويا الراجل الطيب و امى احن ست فى العالم اما بقى دول اخواتى الاربعة ليلى ولميا و سامية و نادية هتحبيهم اوى ..
دموعى محبوسة ومش قادرة انطق وجسمى كله بقى يتنفض .. نفسى اصرخ و اهرب .. بس مبقتش قادرة أتحرك من مكاني ..
وأمي وهي بتسلم عليا، فضلت تبصلي كتير وهي مستغربة، كإنها كانت حاسة..
أنا وخالد طلعنا إخوات.. وبعد ما أبويا رماني في الشارع، جاله أخيرًا الولد اللي بيحلم بيه بعد ١٠ شهور.
والكل نسيوا اللي عملوه فيا.. وانا اللى بدفع تمن غلطتهم لتالت مرة
طبعا خالد لاحظ ملامحى و قالى مالك
قلتله دايخة شوية و محتاجة أدخل الأوضة اللي حاجزها لإني محتاجة أرتاح.. وساعتها وصلني للأوضة، وهو ماسك إيدي وعمال يبص فى عينى .. مكنتش قادرة حتى أبص في وشه، ولا أستحمل إنه يلمسني بعد اللي عرفته..
دلوقت بس فهمت ليه مرزوق كان متعصب وهيتجنن لما عرف .. ياريته كان اعترف بكل حاجة وقالى الحقيقة .. مرزوق اللي طول عمره بيقولي إنه نفسه أقع في جوازة كويسة تنشلني من الفقر اللي إحنا فيه.. فهمت رفضه لللجواز من خالد بس متاخر اوى
مفهمتش ليه مقاليش ساعتها، ليه مقاليش إن حضرة الظابط يبقى أخويا شقيقي..
لكن أنا عارفة إنه مقاليش عشان كان عارف إني مش هتحمل الصدمة .. وكان فاكر إني هختاره وهسيب خالد عشان خاطره..
- فضلت ألف حوالين نفسي وأنا مش عارفة أتصرف.. وبعدها قررت اهرب من الفرح بعد ما عرفت حقيقة خالد وشفت أهله، مكنتش مصدقة نفسى بعد اللى شوفته انا مصدقت عملتله سحر وخليته يرجعلي و يموت عشان يتجوزني..
مكنتش اعرف إنى مهما عملت اللي ربنا رايده هيكون .. وإننا مش لبعض ولو إنطبقت السما على الأرض .. وعمر ما حد هياخد حاجة بالعافية ، وكل اللي هيبقى من نصيبك هو اللي ربنا كاتبهولك وبس ..
خالد فضل يتصل عليا كتير، لكن كنت هرد عليه وأقوله إيه؟ أنا نفسي كنت حاسة إني مش قادرة أستوعب الصدمة دي.. كنت بعيط ومنهارة وأنا لابسة فستان فرحي.. كنت هتجوز أخويا بسبب غلطة أبويا اللي عملها يوم ما رماني..
اختفيت لفترة ومكنتش لاقية مكان أروحه غير عند مرزوق وشادية، مكانش ليا غيرهم ودي حقيقة عرفتها متأخر..
لكن لما رحت مالقيتش البيت في مكانه..
سألت الناس قالولي إن الأوضتين اللي كنا قاعدين فيهم جالهم قرار إزالة من البلدية.. وإن مرزوق فضل يعاند معاهم وما رضاش يخرج من البيت، وهو وشادية البيت وقع عليهم وماتوا..
اتقهرت فوق قهرتي اخر سند ليا فى الدنيا راح .. اخر انل ليا انى اعيش فى كنف حد يحتوينى و يلمنى مشيوا وسابونى لوحدى.. مكنتش عارفة هعيش إزاي من غيرهم.. وكرهت نفسي لما افتكرت إني آخر مرة سيبتهم وهم زعلانين مني..
مالقيتش وقتها مكان غير الجامع أبات فيه، والصبح كنت بسأل أهل الله.. واضطريت اشحت وانا من جوايا رافضة الل. بعمله ومخنوقة وانا بمد ايدى
والحال ضاق بيا مرة تانية بعد ما كنت حاسة إني ملكت الدنيا كلها وبقت تحت طوعي. يااااه ع الدنيا الغدارة اللى فى لحظة ممكن تقلب حالنا من حال لحال تانى خالص
خالد هو كمان بطل يتصل عليا، وقررت أبيع الموبايل اللي إداهولي عشان أقدر أعيش و لو شهر بفلوسه بحد ما اتصرف .. لكن لما رحت أبيع الموبايل صاحب المحل قفل المحل عليا، ومفهمتش إيه اللي بيحصل غير لما لقيت اتنين عساكر خدوني وجروني على القسم..
مكنتش فاهمة حاجة، وبعدها عرفت إن الموبايل اللي خالد إداهولي كان مسروق.. وكان تمنه فوق ال 12 ألف جنيه..
والغريبة إني مشفتش خالد في القسم، فضلت أقول للظابط إني مسرقتش الموبايل، وقلتله إن خالد بيه هو اللي إداهولي.. وإنه ممكن يسأل العساكر وهيقولوله أو حتى يسأل خالد نفسه..
ضحك ضحكة غريبة وقالي: "خالد بيه بتاعك خلاص اترمى في السجن، يعني محدش هيخرجك منها.."
رديت وقلتله: إزاي يعني؟ هو فيه ظابط بيدخل السجن؟
رد وقالي: لما يبقى ظابط فاسد ومرتشى وبتاع ستات يبقى لازم يجيله يوم و يدخل السجن..
مكنتش مصدقة اللي بسمعه.. كل حاجة اتغيرت في وقت قصير.. حتى خالد دخل السجن.. هو ايه كل اللى بيحصلى ده و كأن الدنيا حالفة تكون ضدى لاخر يوم فى عمرى ؟؟
اترميت في الحجز 3 أيام.. وبعدها أفرجوا عني لما عرفوا كل حاجة ، ورجعت للشارع للتانى يظهر انى مكتوب عليا طول حياتى افضل فيه .. كنت بمد إيدي للى يسوى وميسواش وأسأل الناس عشان الاقى لقطمتى .. كنت بحس ان الكلاب والقطط احسن منى
وكنت يدوب بجيب تمن اللقمة اللي تخليني أعدي اليوم واوقات بنام جعانة .. لحد ما شفت السحارة معدية مرة من قدامي.. وقالتلي: إيه اللي جرالك؟
قلتلها: اتغريت ونسيت إن الله فوق الكل.. وأمره نافذ.
قالتلي: حذرتك قبلها وانتي اللي صممتي
قلتلها: كنت في غفلة وفقت..
ردت وقالتلي: لازم تفكي اللي عملتيه يا إما السحر هيتقلب عليكي..
وفي ثانية اختفت من قدامي كإنها مكنتش موجودة.. كأنها تنبية او اشارة ليا عشان الحق نفسى
رحت للمكان اللي دفنت فيه العمل وشيلته وحرقته ، ورحت بعدها لشيخ الجامع، حكيتله على اللي حصل، قالي: استغفري ربك يا بنتي.. واحمدي ربنا إنه مد في عمرك عشان تتوبي.."
و تلحقى قبل فوات الاوان قلتله: "وهو ربنا هيسمعني أنا؟"
هيسمع واحدة زيى من اولها لاخر ذنوب ؟؟ هيسمع واحدة نشاله و لا حرامسة و لا بتاعت اعمال ولا كانت هتتجوز اخوها ولا عايشة طول حياته كلها غلط فى غلط
قالي: " لو عملتى ايه هو سامعك وسامع صوت أنفاسك، وسامع اللي بينك وبين نفسك.. ومفيش بينك وبين مغفرته ورحمته غير نية وكلمة.." لو عملتى الذنوب كلها اللى كل الناس عملوها والكبائر كمان ورفعتى ايدك بعدها وتوبتى و قلتى يارب صدقينى يابنتى مش هتلاقى احن منه
فضلت أعيط وأستغفر ربنا على اللي عملته. وقلت للشيخ: أنا كل اللي كنت عايزاه إن حياتي تتغير للاحسن . نفسى ابقى واحدة نضيفة و ادوق عيشة الحلال و طعمه ولو مرة من نفسى .. ، وأبقى زي أي واحدة في الدنيا ابقى ظوجة محترمة وام كنت عايزة يبقالي عيلة وسقف وعيال..
رد الشيخ وقالي: وافتكرتي إنك هتاخدي من خزاينه بالعافية؟ محدش يسرق من ربنا يا بنتي..
اللي عند الله لا يمكن يتاخد إلا بطاعته ورضاه
نصحيتى ليكى يا بنتى لو نفسك فى كل اللئ قلتى عليه امشي في طريقه ومن يتق الله يجعل له مخرجا.. واوعدك بعدها حياتك كلها هتتغير
التعب غلبنى يومها ونمت فى الجامع حسيت انه اكتر مكان ممكن يحتوينى و يعالجنى الايام دى وصحيت على اذان الفجر قمت اتوضيت وصليت ودعيت من قلبى بجد
و خرجت من الجامع وكنت حاسة إني اتولدت من جديد، ولأول مرة من زمان أحس إني مش كارهة نفسي..
رجعت لمكاني عشان أشوف رزقي.. لكن شفت واد من اللي اتربيت وسطهم وهو ماشي في إيده عيل صغير، والولد كان بيعيط وقفته وقلتله:
إنت جايب الواد ده منين يا سيد، رد وقالي: وسعي يا فرحة من سكتي وما تتدخليش في اللي مالكيش فيه.
قلتله: إنت سارق الواد ده صح؟
ساعتها طلع سيد مطوة وقالي: أيوة يا روح أمك سارقه.. وهطلب فدية عليه كمان.. ولو ما وسعتيش من سكتي مش هيحصلك كويس .. خلاص ياختى اللي كان بيحاميلك مات وبقى تحت التراب..
قلتله بعلو الصوت: بس أنا لسه عايشة، وتربيته، ومرزوق ليه جمايل عند كل واحد وواحدة هنا في الشارع.. ولو بس فكرت تقربلي هتلاقي 100 إيد وإيد بتردلك القلم عشرة..
بدأت الناس تتلم.. وسيد بقى يتلفت حواليه وهو خايف.. وبعدها قالي: بس ده رزقي وإنتي كده بتعضي لقمتي.. وهتوقفى حالى الله يخرب بيتك
قلتله: إنت زي الشحط، روح شوف رزقك في حتة تانية، اشتغل واتعب و اشقى احسن ما تسترزق على قفا الواد الغلبان ده..
ساعتها طلع توفيق الجزار وقالي: فيه حاجة يا فرحة ؟
بصيت لسيد وقلتله: فيه حاجة يا سيد؟
بصلي بغضب وزق الواد ناحيتي. . وقلت لتوفيق.. خلاص يا عمي توفيق حصل خير..
اترحمت على مرزوق.. اللي لولاه مكانش زماني لحد دلوقت حاسة بأمان وأنا مرمية في الشارع من غير لا مأوى ولا قرش..
سألت الولد الصغير اللي كان بيرتعش عن اسمه، وقالي إن اسمه: إياد..
مكنتش عارفة أرجعه لأهله إزاي، وخصوصًا إن سيد خاطفه من قدام حضانته وركب بيه مواصلات والله أعلم جابه منين..
رحت القسم وبلغت إني لقيت الولد ده ضايع.. الظابط إياه أول ما شافني قالي: إنتي كنتي ناوية تخطفيه يا بت ولا سارقاه زي الموبايل؟
قلتله: وإيه اللي هيخليني أعمل كده وأجي بيه لحد عندك لو أنا سارقاه زي ما بتقول؟
ساعتها رد إياد وقاله: "لا يا عمو هي اللي خلت الراجل الشرير يسيبني.. هي طيبة."
ساعتها الظابط بصلي وقالي: ويطلع مين بقا الراجل الشرير ده؟
قلتله: أنا كل همي إن الولد يرجع لأبوه وأمه..
رد الظابط وقالي: وإيه الحنية دي كلها
رديت عليه وأنا كلى حزن و كسرة من اللى حصلى زمان ..
و قلتله أنا اترميت في الشارع وأنا صغيرة، يعني عارفة كويس أوي معنى إني أعيش بعيدة عن أهلي، وعارفة كمان قسوة الشارع.. والولد ده مالوش أي ذنب.. وأنا شفت فيه نفسي.. وعشان كده جبتهولك عشان ترجعه لأهله.. عشان ما يبقاش مصيره زي مصيري.. لا يكبر وسط الحرامية، ولا يتهان من كل هب ودب..
الظابط استغرب من طريقتي.. وبعدها عمل اتصالاته، وقالي إنه لازم يفضل حاجزني لحد ما أهل الواد ييجوا يستلموه..
ولحسن حظى إن أهل إياد كانوا ناس أغنيا أوى .. وكانوا قالبين الدنيا عليه، ولما الظابط قالهم على المواصفات بتاعته، في ظرف ساعتين كانوا أهله موجودين في الإسم والولد ساعة ما شاف أمه جري عليها، وحضنها..
افتكرت وقتها نظرة أمي ليا يوم الفرح .. كنت حاسة إن قلبها عارف أنا مين.. وكان نفسي أترمي في حضنها دلوقت زي ما إياد رجع لأمه..
في البداية أهل إياد إتعصبوا عليا، وأبوه قالي: أنا مش هستريح غير لما أسجنك وأوديكي في داهية..
لكن الظابط وقفه وقاله: فرحة بنت جدعة وهي اللي لقت إياد ورجعته، وجابته القسم .. واللي خطف الولد لسه مش معروف..
ساعتها الظابط طاهر بصلى ، وكان متأكد إني عارفة مين اللي خطفه..
استغربت إنه دافع عني. وبعدها أهل إياد فضلوا يشكروني إني رجعتلهم إبنهم.. وأبوه كتبلي شيك ب 5 آلاف جنيه مكافأة عشان رجعت ابنهم ..
لكن رفضت و مرضيتش آخدهم .. كنت حاسة إن هو ده العمل الصالح اللي الشيخ قالي عليه.. اد ايه لما بنتقى ربنا و بنعمل حاجة تفرح قلوب الناس .. ربنا بيردهالنا اضعاف
انا مكنتش محتاجة الفلوس أد ما كنت محتاجة إن ربنا يسامحني وابدل ذنوبى زمان بحسنات ..
بعد أيام لقيت إعلان عن شغل في حضانة .. قلت أجرب، ورحت عشان المقابلة، ولقيت الأطفال بيلعبوا في الجنينة على المراجيح .. وانا واقفة عنال اتفرج على جمال الاطفال وهما بيلعبوا وفجأة
لقيت بنت متشعلقة وهتقع ، والغريبة إنها مكانتش بتصرخ، ولا كان فيه حد حاسس بيها..
طيرت عليها لحقتها قبل ما تقع .. وبعدها نزلتها على الأرض وسألتها إنتي كويسة؟ بدأت تعيط.. ساعتها جت واحدة ست متشيكة وباين عليها حد مهم .. وقالتلي: إنتي مين والبنت بتعيط ليه؟
قلتلها: أنا فرحة وكنت جاية أقدم على شغل، بس لقيت البنت كانت هتقع ومحدش واخد باله منها فلحقتها..
فضلت تهدي في البنت الصغيرة وقالتلي: دي دينا.. ودينا مريضة وما بتتكلمش ولا بتسمع..
أنا مش عارفة أشكرك إزاي يا فرحة.. بس اعتبري نفسك اشتغلتي..
قلتلها: بجد؟ بالسهولة دي؟
قالتلي: إنتي أول حاجة لفتت انتباهك لما دخلتي هي الأطفال، ولحقتي دينا.. ما بصيتيش على المبنى ولا حتى كنتي بتبصي في تليفونك ولا بصيتي عليا .. شكلك حابة الشغل وجاية وانتى فعلا بتحبى الاطفال
وأنا محتاجة البنت اللي تشتغل معايا تكون عينها على الأطفال طول الوقت.. إحنا حضانة مهمة وليها سمعتها، وبالنسبة للمرتب متقلقيش خالص المرتب مجزي وهيبقى على أد مجهودك هنا..
كنت حاسة إن اللي بيحصل ده رسالة.. وإن ربنا عشان رضي عني بقى يفتحلي الأبواب المقفولة..
اشتغلت في الحضانة، وبقيت مبسوطة إن حياتي بتتحسن..
وفي يوم فضلت دينا في الحضانة ومحدش جه ياخدها.. قعدت بيها ساعة، وكنت بدأت أتعلم الكلام بالإشارة عشان أفهمها.. كانت بتضحك ومبسوطة إننا بنلعب سوا..
وبعدها لقيت راجل داخل أول مرة أشوفه وبيقولي: أنا آسف جدا على التأخير.. قلتله مين حضرتك؟
قالي: أنا جاي آخد دينا ..
قلتله: جاي تاخد دينا؟ بالسهولة دي؟ ممنوع طبعا
قالي: هو فى إيه، أيوة جاي آخد بنتي عشان نروح..
قلتله: وأنا إيه اللي يضمنلي إنها بنتك وإنك مش هتخطفها؟ وبصراحة كده أنا أول مرة أشوفك هنا.
قالي: انتى هتهزرى و لا ايه . انتى مين اصلا وبأى حق تقوليلى كده .. اجرى ناديلى المدير او حد مسؤل اتكلم معاه
قلتله: انا المسئولة عن الاطفال اللى هنا
ومن فضلك عايزة اشوف بطاقتك عشان أتأكد انت مين قبل ما اسلمك البنت
قالى لا بقى انتى زودتيها اوى .. مناقصش غير خدامة وشغالة زيك هتمنعنى اخد بنتى
الكلمة نزلت على قلبى زى السكينة قطعت فيا حتت
بقيت واقفة قصاده مبلمه وانا دموعى مغرقة عينيا وجت المديرة و عرفت منها انه فعلا أبو البنت.. حسيت بكسفة.. ومعرفش ليه اتصرفت كده، بس كنت أول مرة أشوفه وعشان كده شكيت فيه.. ودي أمانة ولازم أحافظ عليها.. بس كلمته دبحت قلبى
اعتذرتله وقلتله أنا آسفة.. أنا بس بخاف زيادة على الأطفال اللي هنا وفي الآخر هم أمانة معايا ولازم آخد بالي منهم..
خدها ومشى و من غير حتى ما يرد ع كلامى ولا اعتذارى
ودعت دينا .. وكانت مبسوطة وبتشاورلي وهي ماشية..
.. وانا كان كل حزن الدنيا فى قلبى
سيبت الحضانة و خرجت منها وانا بعيط و بكلم ربنا و بقول فى سرى ليه يارب مكتوب عليا اعيش طول عمرى متبهدلة و متهانة .. اشمعنى انا اعيش طول حياتى فى ذل وكسرة
ساعدنى يارب انا محتاجالك ونفسى اتغير للاحسن بس الناس وكلامهم مش بيرحموا حد وياترى هفضل باقى عمرى متشافة وبتعاير بماضيا الاسود ده حتى بعد ما توبت عنه
معداش خمس دقايق من دعايا وكلامى مع ربنا ولقيت الظابط طاهر باعتلى وبيقولى ان اهل الولد صمموا يسيبولك المبلغ ومشيوا و طلبوا منى اوصله ليكى يا فرحة
فرحت اوى و حسيت انى دى استجابت دعوتى وان ربنا سامعنى فعلا وحاسس بيا و بحالى
خدت المبلغ ومشيت وانا ماشية فطريق .. لقيت طفل هدومه مقطعة وشكله حزين وعلى وشه علامات التعب و كأن الدنيا قايمة معاه بالواجب زيى . ومن هنا جاتلى فكرة انى اعمل عربيه صغيره بتعمل شاي وقهوه.. واخده يقف معايا بدل ما تكون اخرته الشحاته او. السرقة زيى
رحت كلمته وسألته عن اسمه قالى تقدرى تقولى اسمى رمضان اصلى عرفت منهم انى اتولدت فى شهر رمضان .. وبعد كلام وحوار معاه عرفت منه ان اهله رموه وهو صغير .. و اول ما قلتله ايه رايك فى اللر يشغلك معاه شغله شريفة
فرح قوى وقالى ايدى على كتفك وانا موافق
وفعلا بدأت اشترى عربية شاى و قهوة بالفلوس اللى جاتلى و وضبتها و استعنت بالله .. بس مكدبش عليكم كنت كل فين وفين لما ابيع .. بس بعد ما عرفت طريق ربنا وسحر استجابت الدعوات .. مبقتش اتاثر بقلة الرزق او ضيق الحال ...بقيت ادعى وانا على يقين ان ربنا استحالة يرد ايدى ابدا او يخذلنى
و بعد فترة لقيت واحد كدا شكله عامل بسيط ... حزن الدنيا كله على وشه وكأنها مقفلة معاه زيى ..
عدا كدا وهو باصص فالارض..و فجأة قالى "انا نفسي اشرب كوبايه شاي ومش معايا غير اتنين جنيه"
قالها وهو ماشى .. على الطاير كده عشان كان متوقع انى ارفض.. حفظا لكرامته.. ميعرفش انه رزق وجالى وانا التجارة مع ربنا استحالة تخسر ابدا
رديت عليه وقلتله "طب ايه رايك اعملك احلي كوبايه شاي عندي وتروح تجيب حاجه تاكلها بالاتنين جنيه دول؟
الراجل ماصدقش من الفرحة وراح فعلا لكشك صغير يجيب حاجة يأكلها
طلعتله كوبايه شكلها جميل غير الكوبايات العاديه اللي بعمل فيها للزباين..
الولد الصغير اللي شغال معايا قالى انتى مش هتاخدى منه فلوس وكمان عامللاله شاى فى الكوبايه الغاليه
قالتله يا رمضان الكوبايات العاديه بتتحط فى ايدين الناس..انما الكوبايه دي انا هحطها بين ايدين ربنا ..لازم احط بين ايادي ربنا اجمل شيء عندي..
المهم راجل خد واجبه ومشى .. و زى ما توقعت من كرم الله .. فجأه لقيت اتوبيس رحلات صغير ... جه ووقف بظبط قدام العربيه بتاعتى و فضل السواق يسالنى عن اتجاهات لمكان فى البلد هو مش عارفه .. وصفتله المكان و مشى كام متر ووقف..
لقيت فجأه كل الناس اللي كانت راكبه فى الاتوبيس اكتر من تلاتين واحد نازلين للعربيه يطلبوا مشروبات !
كل ده حصل ف اقل من خمس دقايق..خمس دقايق فقط من التجارة مع ربنا اللى لايمكن تبور ابدا ..وجزاء ربنا الفوري في نفس اللحظه.. غيرلى حياتى ٣٦٠ درجة واتاكدت ان اللي عند ربنا..عمره ما بيروح
من بعدها بقيت اشهر بتاعت قهوة و شاى فى منطقتى .. لا مش كده وبس انا فتحت كافتيريا ووسعت المكان و كبرته
مكنتش مصدقة كرم ربنا عليا.. وسبحان الله، كل اللي كنت بحلم بيه لقيت أكتر منه، لكن مكنتش عارفة إنه فيه أكتر من كده..
بس الاغرب والاعجب لما كنت فى الكافتيريا بتاعتى ولقيت حد بيشدنى جامد من هدومى
ببص ورايا لقيتها دينا
. فرحت اوى وخدتها بالحضن وعرفت ان باباها عازمها هنا
ولما ابو دينا شافنى قالي: بصراحة يا آنسة فرحة أنا كنت محتاج أتكلم معاكي في موضوع وأعرض عليكي حاجة
قعدت
وقلتله: اتفضل .. خير يا أحمد بيه..
اول كلمة رد عليا بيها .. انا اسف يا فرحة وفضل يعتذرلى كتير
قولتله اسف على ايه
قالى والله الكلمة اللى قلتهالك كانت غصب عنى وقت غضب
قولتله ولا يهمك حصل خير
قالى يعنى ممكن تقبلى عرض الشغل اللى جايبهولك ؟؟ دى دينا بتحبك اوى اوى ومن يوم ما بعدتى عنها و عن الحضانة وهى حزينة او وانا دورت عليكى كتير عشان اعتذرلك وتسامحينى و ترجعى والحمدلله اهو اتقابلنا صدفة واتمنى مترفضيش طلبى وتيجى معايا الفيلا عندى تبقى ونيسة وام تانية لدينا بعد امها الله يرحمها توفت من سنتين وانا شايف دينا متعلقة بيكى اوى واول مرة تحب حد كده
قلتله الحمد لله انا اشتغلت بس المرة دى مش خدامة ولا شغالة عند حد .. انا صاحبة الكافتيريا اللى حضرتك شايفها دى واذا كان على دينا انا كمان كنت حزينة اوى لفراقها و ان شاء الله مش هاسبها تانى ابدا وكل يوم بعد ما اخلص شغلى هاجيلها اقعد معاها و هطمن عليها
بصلى بانبهار وقالى ما شاء الله عليكى انتى مجتهدة وشاطرة وتستحقى كل خير
- قلتله و حضرتك بقى بتشتغل إيه؟
- ضحك وقالي: أنا رجل أعمال عندي شركة بنستورد منتجات أوروبية لمستحضرات التجميل وبينبيعها في السوق المصري..
وفضلت أسأله، ويسألني.. وبعدها قالي: "احكيلي إنتي عن نفسك.. أنا ملاحظ إنك لوحدك خالص مين بيساندك ويساعدك فى كل اللى عملتيه ؟
قلتله: أنا ماليش حد
قالي: معندكيش عيلة يعني؟
قلتله: لأ عندي.. عيلتي موجودة..
ساعتها ساب اللي في ايده وقالي، أومال مش بتروحيلهم ليه..
حكيتله عن حكايتي..
مكنش مصدق كل اللي مريت بيه.. وقالي: طب ليه مرحتيش وشرحتيلهم إنتي مين وليه مشيتي؟
قلتله: معرفش مكانهم.. وحتى لو عرفت.. هما مش محتاجيني في حاجة..
قالي: لو على مكانهم أنا أقدر أجيبلك عنوانهم وأعرف كمان أي حاجة عنهم.. لو انتي حابة..
وعدني إنه هيعرفلي هما فين، وتاني يوم لقيته جايبلي العنوان، وشجعني إني أروح وأزورهم..
وافقت، وقرر إنه يوصلني بنفسه، ولما وصلنا كنت عايزة أمشي تاني ..
لكنه قالي: مش هتخسري حاجة..
طلعت الشقة، خبطت وكنت خايفة وقلبي بيدق بصوت عالي..
فتحتلي بنت قريبة من سني.. وقالتلي: فرحة؟!
قلتلها: فاكراني؟
قالتلي: ادخلي..
دخلت أنا وأحمد..
وندهت على اخواتها وأبوها وأمها..
خرج أبويا وهو على كرسي متحرك، كان مشلول وحالته وحشة اوى ..
قعدوا كلهم وقالولي: ليه عملتي كده؟ خالد حالته صعبة أوي من ساعة الموضوع..
قلتلهم كإني معرفش حاجة: هو فين خالد؟
ردت أمي وقالت: ربنا يفك سجنه.. حظه قليل..
معرفش اتكلمت إزاي ساعتها وبدأت أقولهم..
مش هيبقى حظه اقل من حظى ولا انت رأيك ايه يا امى..
شفت الصدمة على وشهم كلهم .. لكن كملت كلامي وقلتلهم ..
انا للاسف ابقى اخت خالد واكتشفت إن عيلته اللي كان بيقولي فيهم أشعار يبقوا بردو عيلتي اللي رموني في الشارع وأنا لسه حتة لحمة حمرا..
هو ده السبب اللي خلاني مشيت.. هو ده السبب اللي خلاني طول الوقت اللي فات عايشة في دنيا تانية وكإني مخبوطة على دماغي ومش حاسة بحاجة..
ساعتها أمي بدأت تعيط وتلطم على وشها.. وفضلت تقول كنت حاسة..
منك لله يا عبد القوي.. منك لله.. شفت أخر عمايلك؟
شفت كنت هتعمل إيه في عيالك؟
جالك الولد اللي كنت بتحلم بيه.. وأهو فين الواد دلوقت.. ؟
الواد مرتشي وفاسد وفي السجن..
الواد جابلنا العار والمرض ورقدك في فرشتك..
حسبي الله ونعم الوكيل فيك..
والبنت اللى رمتها هى فى اللفة رجعتلك مجبورة الخاطر ورافعه راسك رغم راسها اللى انت حطيتها فى التراب زمان
مشيت بعد ما قعدت ساعات معاهم.. كانت ليلة عمري ما هنساها..
أحمد كان مشفق عليا من اللي سمعه..
و امي مكانتش تعرف إني عايشة أصلا.. عمرها ما كانت هتفضل مستحملة أبويا لو عرفت إنه عمل فيا اللي عمله..
اللي حصل وقتها وحكيتلى امى عليه .. إني كنت تعبانة وسخنة، وأبويا قال لأمي إنه هياخدني للدكتور.. ونزل بيا على كتافه.. لكن الشيطان غلبه من كتر للمصاريف و الهم اللى كان عليه سابني في الشارع..
فضل بعدها قاعد في عز البرد بره ومكانش عارف إزاي هيبص في وش أمي مرة تانية..
ولما دخل عليها تاني يوم وسألته وقالتله بنتي فين؟
قالها البقاء لله.. وفهمها إني خرجت من المستشفى ميتة.. وإنه دفنني ورجع.. ومحبش يعرفها عشان متزعلش
وعاش أبويا بذنبي على كتافه، لكن أمي واخواتي مكانوش يعرفوا حاجة عن اللي حصل..
أحمد سألني عن اللي حاساه.. قلتله معرفش.. مش حاسة بحاجة.. سألني لو هرجع أعيش معاهم زي ما أمي طلبت مني.. قلتله إني محتارة ولسه مش عارفة أفكر.. خصوصًا إني اتفاجئت زيي زيهم..
بصراحة كرهت أبويا فوق ما كنت بكرهه..
لكن مكانش في إيدي أعترض.. حمدت ربنا على كل حاجة حصلتلي لإنها وصلتني دلوقت للي أنا فيه.
احيانا بنمشى طريق وحش اوى مش بايدينا نغيره لكن لما نوصل للنهاية بنعرف ان لولا الطريق ده مكناش هنبقى فى احلى طريق دلوقت
قبل ما أنزل لقيت أحمد بيمسك إيدي.. وبيقولي:
أنا مش عايزك ترجعي..
قلتله: ما تقلقش أنا مش هسيب دينا..
قالي: مش دينا لوحدها اللي محتاجاكي.
سحبت إيدي من إيده.. و طلعت ودخلت أوضة دينا..
كانت مستنياني عشان أنيمها..
فضلت معاها لحد ما نامت.. وبعدها دخلت أوضتي.. فكرت في كل اللي حصل في اليوم ده.. وكلام أحمد الأخير ليا.
معقول يبقى هو ده عوض ربنا ليا؟ معقول ابن الاكابر يبص لبنت الشارع ؟ دى اقل عربية عنده اغلى من اللى انا كلته وشربته طول عمرى يعنى اغلى من حياتى كلها ؟؟ ياترى حلمى مع خالد بيتكرر وهرجع لنقطة الصفر ولا احمد فعلا حقيقة ويبقى عوض ربنا ليا
و مش عارفة اتصرف ازاى بعد ما فجأة عيلتي رجعولي وبقوا عايزيني أرجعلهم .. وكمان أحمد اتعلق بيا، لكن مكنتش عارفة لو بيحبني أنا، ولا عشان عايز ام لدينا وشايفنى انسب واحدة لكده لانى باخد بالي منها وعشان هي بتحبني اوى ..
فضلت أفكر بالأيام.. لحد ما أحمد صارحني وقالي إنه عايز يتجوزني.. ورغم كل الفروق اللي بيني وبينه قالي إنه مش هيلاقي ست قوية في الدنيا أدي .. صحيح أنا محكيتش لأحمد على مرزوق وشادية وعلى شغلي معاهم، ولا حكيتله عن النشل وأيام الشحاتة.. لانى اعتبرت كل دى ذنوب ومن الاولى سترها .. وكمان هو كان عارف عني كل حاجة تانية..
وبردو كان عايزني أبقى معاه..
أنا مش عارفة أتصرف إزاي، يا ترى أسيب نفسي المرادي وأثق في اختيار ربنا ليا؟ ولا أرجع لأهلي، وأشوف إيه اللي هيحصل بعد كده.. انا محتارة اوى وطالبة مساعدتكم ليا اتجوز احمد ولا ارجع لاهلى ولا اكمل باقى حياتى لوحدى ؟!
تعليقات
إرسال تعليق